ضد التطبيع

التطبيع التونسي.. فرصة جديدة للانقضاض على المغرب العربي

تبدي المؤسسة الرسمية والنخب السياسية في الجزائر اهتماماً لافتاً بتطورات الأوضاع في تونس، في ظل مخاوف من أن يؤدي المسار القائم إلى حالة تطبيع بين تونس والاحتلال الإسرائيلي، حيث توارد تصريحات مسؤولين في تونس، عن وجود مخططات تطبيع في تونس، نظر المسؤولين والسياسيين في الجزائر.

بالنسبة للجانب الجزائري، فإن القلق من التطبيع في تونس مرتبط بمدارات الأمن القومي الجزائري والإقليمي، فوفقًا لما نقلته صحيفة العربي الجديد، فإنّ الجزائر تعتبر أن أي تمركز أكبر للكيان الصهيوني في المنطقة، أو للمحاور الإقليمية المؤيدة للتطبيع، هو تهديد واضح لأمنها القومي، خصوصاً بعد تطبيع المغرب مع إسرائيل، بعد الاتفاقات السياسية والأمنية والعسكرية الأخيرة بين الرباط وتل أبيب.

ويعني أي نجاح لجر تونس إلى مسارات التطبيع محاصرة الجزائر من الجانبين الشرقي والغربي. وقد يفسر هذا بوضوح بعض التحفظ الذي تبديه الجزائر في الفترة الأخيرة من سياسات الرئيس التونسي قيس سعيّد، والأطراف التي تسانده إقليمياً.

ويعتقد مسؤولون في الجزائر، تحدثت إليهم “العربي الجديد”، أن الجزائر حذرة من المؤشرات الكامنة للتطبيع في تونس، ومن “إمكانية أن يكون هناك تصور إقليمي لكيفيات جر تونس إلى ذلك، عبر تدمير الوضع السياسي، واستغلال حاجيات تونس، وأن يكون محور التطبيع يعمل بهدوء ويوظف عامل الوقت”.

وقال مصدر جزائري رفيع المستوى، للصحيفة “ندرك في الجزائر أن محور التطبيع ليس متسرعاً، بمعنى أنه يدرك ظروف تونس وتوازناتها الداخلية والعوامل المحيطة بها، لذلك هو غير مستعجل في الأمر، لكنه يشتغل في الوقت نفسه على أن تتوفر الظروف الداخلية التي تضع تونس أمام خيار التطبيع”.

وأضاف: “من ضمن هذه العوامل ألا تكون القوى السياسية والمدنية والمجتمعية الرافضة للتطبيع في الوقت الحالي، قادرة في المرحلة المقبلة على صد التطبيع إذا حدث، خصوصاً في مرحلة ما بعد 2024″، ويقصد ما بعد الانتخابات الرئاسية المقبلة في تونس.

وكان الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي قد قال، الثلاثاء الماضي، في مؤتمر لقيادات الاتحاد في القيروان، وسط تونس، إن “هناك حملات تقوم بها صفحات على شبكات التواصل الاجتماعي، وتقودها روبوتات إلكترونية من اللوبي الصهيوني والمخابرات الأجنبية لمسألة جوهرية، ليس محبة في تونس أو في حرية التعبير، وإنما خدمة لمصالح جيوسياسية تتعلق بمحاور إقليمية تونس اليوم جزء لا يتجزأ منها، خصوصاً بعد تطبيع المغرب مع الكيان الصهيوني، في مساعٍ لإخضاع تونس للتطبيع لمحاصرة الجزائر”.

وهذه ليست المرة الأولى التي يتحدث فيها الطبوبي عن وجود مخطط لوضع تونس ضمن دائرة التطبيع، إذ سبق له أن أكد في تجمّع عمالي عقده في العاصمة تونس قبل نحو أسبوعين، أن “المعركة في تونس هي معركة تطبيع، وأن الدولة التونسية في قلب لعبة إقليمية بغاية التطبيع”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى