لا يختلف اثنان أن الإمارات لا تتوانى البتّة في المجاهرة بولائها المطلق وبتحوّلها إلى بوق دعاية ترويجي للاحتلال الإسرائيلي لمساعدته في التّوغل والسيطرة على منطقة الخليج العربي.
وهذه المرّة لم تكتف الإمارات بفضيحة تخصيص جناح كامل على مساحة 1550 مترا مربعا لصالح الاحتلال الإسرائيلي، بل تجاوزت ذلك عبر تحويل وكالة الأنباء الإماراتية والتي تستقي منها كل وسائل الإعلام الإماراتية أو الخليجية الأخبار، إلى سوق ترويجية لهذا الجناح.
عبر رسم صور شعريّة وخدع تسويقيّة قديمة، للتشجيع على زيارته والإقبال عليه في التاريخ المزمع عقد المعرض فيه في تشرين الأول 2021، وحتى يتسنّى للاحتلال الترويج أكثر للرواية الإسرائيلية الزائفة للزوار الذين يتوقّع أن يقبلوا بأعداد غفيرة خلال المعرض.
1/ وكالة أنباء الإمارات تصوّر الجناح الإسرائيلي على أنه الجنّة..
نشرت وكالة أنباء الإمارات تقريراً تفصيلياً للجناح الإسرائيلي في معرض “إكسبو دبي العالمي”2020، المزمع عقده في الأول من أكتوبر/تشرين الأول المقبل ويستمر حتى 31 مارس/آذار 2022.
وقدم الموقع وصفاً للجناح الإسرائيلي، مبيناً أنه مصمم على شكل كثبان رملية وشوارع منطقة الشرق الأوسط المظللة، ويمتد على مساحة 1550 متراً مربعاً، مما سيوفر مساحة مفتوحة كبيرة للزوار للتجمع والمناقشة.
ولفت إلى أن المساحة الداخلية المبنية تبلغ 765 متراً مربعاً، فيما تقع الكثبان الرملية على أسس طوافة، فضلاً عن أن الجناح محاط بهيكل فولاذي تم إعداده في ورشة متخصصة في دبي، ومن ثم تجميعه في الموقع.
2/ تطبيل الإمارات لقي احتفاء الاحتلال الإسرائيلي:
لاقى إطناب وكالة أنباء الإمارات في مدح الجناح الإسرائيلي، استحسان أبواق الدعاية الإسرائيلية التي سارعت بنشره في مختلف صفحاتها الناطقة بالعربيّة.
إذ نشرت صفحة “إسرائيل بالعربية” على تويترتغريدة قالت فيها: “تفاصيل مثيرة عن جناح إسرائيل في إكسبو2020، تنشرها وكالة أنباء الإمارات، يلخصها المفوض العام للجناح الإسرائيلي، يعكس نجاحنا وروح إسرائيل”.
وأضافت: “نتطلع إلى تلاقي عقولنا وحل التحديات المقبلة”، داعية لعدم تفويت ما أسمتها بـ”الفرصة”.
3/ بينما الإمارات تطبّل.. الاحتلال الإسرائيلي سيراقب المسلمين المشاركين عبر الأساور الإلكترونية
قال بوردان ترابيلسي رئيس شركة سوبركام SuperCom الإسرائيلي، للأجهزة الإلكترونية إنّ شركته وقّعت عقدا مع وزارة الاقتصاد الإماراتية لحماية أمن معرض إكسبو 2020.
وينصّ العقد على أنه يجب على كل المسلمين المشاركين في المعرض القادمين من مصر، وتونس، وليبيا، والجزائر، وجنوب أفريقيا، والأردن، وسوريا، ولبنان، تركيا، إيران، وباكستان، وأفغانستان، والهند، وإندونيسيا أن يستخدموا السوار الإلكتروني حتى يتمكّنوا من مراقبة هؤلاء المشاركين عن طريق Bluetooth وGPS .
إضافة إلى أنه يجب إسكان المسلمين القادمين من أي بلد في الفنادق التي وضعوا فيها أجهزتهم الإلكترونية حتى يتمكنوا من مراقبتهم.
في الوقت الذي يمارس فيه الاحتلال الإسرائيلي أبشع أنواع الجرائم والإرهاب في حق الفلسطينيين العرب، تضع الإمارات يدها في يد من يقتّل الفلسطينيين العزّل ويدمّر البيوت فوق رؤوسهم وتضيّق الخناق على المسلمين وتراقبهم.
هذه الخطوة ليست إلاّ إصرارا جديدا من الإمارات على الخطيئة الكبرى بحق الشعب الفلسطيني وكل شعوب المنطقة الرافضة تمامًا لكل أشكال التعامل والتطبيع مع الاحتلال.