كشف تقرير نشرته الصّحافة “الإسرائيلية”، أن طائرة خاصة يملكها قائدُ الحرب الليبي خليفة حفتر قد حطّت في الأراضي المحتلة، لدى الاحتلال، حيث كانت الطائرة من طراز Dassault Falcon 900 قد أقلعت من ليبيا وهبطت لفترة وجيزة في قبرص، قبل أن تتوجه إلى الاحتلالحيث بقيت هناك ساعتين، قبل أن تعود مرة ثانية إلى قبرص.
وقالت صحفٌ عبرية، إن زيارة حفتر للاحتلال جاءت بعد أيام من نشر وسائل إعلام أن رئيس الوزراء الليبي، عبد الحميد الدبيبة التقى بمدير الموساد الإسرائيلي ديفيد برنيع في الأردن لبحث ملف تطبيع ليبيا للعلاقات مع الاحتلال، في أرضيةٍ جديدة للخيانة والتنكر لحقوق الشعب الفلسطيني، مقابل المصالح والعلاقات.
علاقة “حفتر” المتينة بالاحتلال
هذه ليست المناسبة الأولى التي يقترن فيها اسم حفتر بالاحتلال، ففي تشرين الأول/ أكتوبر الفائت، أكّدت وسائل إعلام إسرائيليّة أن حفتر تعاقد مع شركة استشارات واتصالات “إسرائيلية”، لإدارة الدعاية الانتخابية له خلال الانتخابات الرئاسية المنتظرة في ليبيا.
وفي تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، قالت ذات الصّحيفة إن نجل حفتر، صدام، زار الاحتلال “الإسرائيلي”، عائداً من الإمارات وعرض على مسؤوليها إقامة علاقات دبلوماسية بين ليبيا والاحتلال، مقابل الحصول على مساعدة عسكرية ودعم دبلوماسي لوالده للفوز برئاسة البلاد، كما تحدثت صحيفة معاريف عن تدشين قناة اتصال بين حفتر والموساد.
بعد اختراق المغرب.. حفتر بوّابة الاحتلال لشرقي المُتوسّط
اعتبر حسني عبيدي، مدير مركز الدراسات والبحوث حول العالم العربي ودول المتوسط في جنيف، أنّ دعم الاحتلال لحفتر يمثل استثماراً سياسياً واقتصادياً لتل أبيب التي تبحث عن بوابة شرقية في المتوسط وهي تعلم جيداً أن أي تطبيع للعلاقات الدبلوماسية مع ليبيا سيكون اختراقاً تاريخياً لها وانتصاراً مهماً جداً يقرّبها إلى منطقة تعتبر حساسة، هي الجزائر التي تعتبر أحد أهداف السياسة “الإسرائيلية”، في المنطقة العربية بعد تطبيع العلاقات مع المغرب.
“إسرائيل”.. جسر أمير الحرب الليبيّ للفوز في الانتخابات
في ظل التحالفات الداخلية والإقليمية الجديدة، يتطلع المُرشّح الليبي الأقرب لقلب الاحتلال “الإسرائيلي”، خليفة حفتر إلى تحقيق هدفين: الأول هو الحصول على دعم دبلوماسي وإعلامي في مجال العلاقات العامة ليس من قبل الاحتلال فحسب وإنما كذلك من قبل الولايات المتحدة.
لأن حفتر يعلم أن تل أبيب أقصر الطرق لخطب ود واشنطن بفضل علاقاته الوثيقة مع الإمارات، التي باتت الصديق الأبرز للاحتلال في العالم العربي، لهذا لم يكن خبر زيارة حفتر الخاطفة إلى الاحتلال “الإسرائيلي” مُفاجئا، فلم يكن سوى حلقة أخرى من سلسلة اتصالات سرية أجراها أمير الحرب الليبي بالفعل مع شخصيات إسرائيليّة طيلة الأعوام السابقة، سعيا لكسب ودّهم.