قدمت فرقة مسرح يافا العربي ـ العبري الإسرائيلية، الأسبوع الماضي، أول عرض إسرائيلي على خشبة المسرح في المغرب والعالم العربي.
وفيما يسود غضب في صفوف مناهضي التطبيع في المملكة الداعين إلى إغلاق مكتب الاتصال الإسرائيلي في الرباط، استهلت فرقة مسرح يافا العربي العبري جولتها الأولى في المغرب والعالم العربي بعرض مسرحية “أم كلثوم”، ليل الأربعاء، في مسرح محمد الخامس، وسط العاصمة المغربية، وهو الأول ضمن سلسلة من 3 عروض تنظم على مدى 3 أيام، بمبادرة من المنتدى الدولي للتعاون المغربي الأفريقي والمجموعة الثقافية الرباط-يافا.
تطبيع ثقافي جديد
وبعرض مسرحية “أم كلثوم” تكون مرحلة تطبيع العلاقات بين الرباط وتل أبيب قد انتقلت من الاتفاقات العسكرية والاقتصادية إلى الجوانب الثقافية، بعد منح فرقة مسرح يافا العربي العبري ترخيصاً بإجراء جولة عروض مسرحية في مدن الرباط والدار البيضاء ومراكش، خلال سبتمبر/ أيلول الحالي.
وكانت وسائل إعلام اسرائيلية قد اعتبرت أن الجولة المسرحية للفرقة التي تضم وفداً من 25 ممثلاً وموسيقياً وموظفاً هي بداية التعاون الثقافي بين البلدين، يليها تعاون مع المسرح الوطني في رونينجن، ومسرح محمد الخامس في الرباط، ومسرح يافا.
رؤية محمد السادس للتعايش
وفي تصريح لوسائل الإعلام على هامش تقديم فرقة مسرح يافا العربي العبري، اعتبر نائب رئيس البعثة في مكتب الاتصال الإسرائيلي في الرباط إيال دافيد أن هذه التظاهرة “تشكل بداية للتعاون بين البلدين في المجال المسرحي، بما يجسد رؤية الملك محمد السادس للنهوض بالعيش المشترك والتعايش بين المسلمين واليهود”.
وقال الكاتب العام لوزارة الشباب والثقافة والتواصل عبد الإله عفيفي إن هذا الحدث يشكل “لحظة من اللحظات التي تجسد دور الثقافة والفن باعتبارهما جسراً للتلاقي والتفاهم بين الشعوب”، وفق ما أوردته وكالة الأنباء الرسمية.
وأضاف عفيفي أن “المغرب يواصل مسيرته الحضارية باعتباره أرضاً للقاء والمحبة والسلام، ودعم فرص الاستقرار في كل بقاع المعمور، تحت قيادة الملك محمد السادس”، معتبراً أن هذا النشاط “سيكون بداية لتعاون أكثر عمقاً بين قطاعي الثقافة في المغرب وإسرائيل، واستثمار الثقافة كمدخل للنهوض بقيم التسامح والتعارف والسلام في المنطقة”.
مسرح يافا.. تجسيدٌ للتطبيع
وقال إن “مسرح يافا العربي العبري يشكل تجسيداً لهذه القيم”، مشيداً بالمضامين الفنية للعروض التي سيقدمها في المغرب التي “تنتفي فيها الحدود بين الفن العربي واليهودي وتفسح المجال للمشترك الإنساني”.
في المقابل، وصف رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع أحمد ويحمان، تقديم العرض المسرحي الإسرائيلي بـ”الفضيحة الجديدة”، ودان “كل من تورطوا ويتورطون في تقديم البلاد مستباحة للاختراق الصهيوني ولغزوات الصهاينة في هويتها ومقدساتها”.
واتهم ويحمان الحكومة المغربية، بكل قطاعاتها، بأنها “شريكة للصهاينة في الإمعان بإهانة المغاربة”.
هرولة صهيوتطبيعية
إلى ذلك، قال المكتب التنفيذي للمرصد المغربي لمناهضة التطبيع إنه “على خط الهرولة الصهيوتطبيعية الطافحة في المغرب، وفي عز تفاعل فضائح مكتب الاتصال الصهيوني في الرباط التي بلغت حد الاستغلال الجنسي لموظفات مغربيات، يمعن خدام الصهاينة والتطبيع في المغرب في المضي بحالة هستيريا الهرولة عبر تنظيم سلسلة حفلات لفرق صهيونية في المسرح الوطني محمد الخامس في الرباط”.
ووصف المكتب التنفيذي، في بيان له، فتح إدارة مسرح محمد الخامس بنايتها لفرق مسرحية وغنائية صهيونية لتتواصل مباشرة مع الجمهور المغربي في قاعة المسرح بأنه “مشهد جد مخز لاستباحة شرف واستفزاز وإهانة مشاعر المغاربة ولو بتلطيخ اسم الملك محمد الخامس بهذا العمل المنكر في هذه الأيام التي يتم فيها الدوس على كرامة المغاربة”.