فاجأ اليوتيوبر الإماراتي رعد الشلال متابعيه بارتمائه في مستنقع التطبيع، بعد أن ظهر في مقطع فيديو، مجّد فيه الاحتلال الإسرائيلي وروّج للتطبيع العربي قائلا إن “إسرائيل دولة تكنولوجية درجة أولى في كل شيء، ودولة على أرض الواقع علمها يرفرف على ثلاثة أرباع العالم العربي شئنا أم أبينا، دولنا معترفة بها”.
وتحدث اليوتيوبر بلهجة مستفزة قائلا “رغم أنفك وأنف أمك وأبيك، ثلاثتكم، فإن إسرائيل دولة متفوقة في التكنولوجيا ولديها تقنيات مياه مبتكرة تحتاجها مصر”.
وأضاف: “بعيداً عن العاطفة أنا أنقل صورة حقيقة واقعية للناس، ترضيك أو ما ترضيك، عندك 4 جدران بالأرض والسقف، اضرب حيثما يعجبك”.
ضربة مزدوجة.. ترويج للتطبيع وتشويه للفلسطينيين
ولم يكتف الشلال بالتبجح بالتقدم التكنولوجي للاحتلال الإسرائيلي وبتشديده على ضرورة الاعتراف بالاحتلال كـ”دولة” متقدمة من منظور واقعي، بناء على اتفاقيات التطبيع وفق قوله، بل شنّ هجمة على جبهة النضال الفلسطينية التي دكّت الاحتلال الإسرائيلي بصواريخ غزة خلال العدوان الأخير.
وقال إنها لا تمثل الفلسطينيين وإنها تتحرك وفقا لأجندات خارجية، سائرا على نهج وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان، الذي هاجم (حماس) في حديث مع موقع اللجنة اليهودية الأمريكية، وانتقد تردد الدول في تصنيفها ضمن المنظمات الإرهابية.
رعد الشلال يعكس الهجوم.. ماذا جرى؟!
أثارت تصريحات اليوتيوبر رعد الشلال موجة غضب حادة في صفوف النشطاء وإعلاميين بارزين، حيث أدانوا تمرّغه في مزبلة التّطبيع ودفاعه عن الإسرائيليين أكثر من الاحتلال الإسرائيلي، وترديده لإملاءات المخابرات الإسرائيلية التي صارت تتحكّم بسياسات الإمارات منذ توقيع اتّفاقية التّطبيع.
واستغرب المتابعون التحوّل المحوري العكسي على مستوى مواقفه. فَقَبْل نحو شهر، ظهر الشلال في فيديو، فضح فيه تملّق سفير الإمارات لدى الاحتلال محمد آل خاجة على خلفية لقائه كبير الحاخامات في إسرائيل لنيل البركة على يديه، وانتقد تذلّـله له عوض إدانة الجرائم والمجازر التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين منذ عقود.
ولكن الشلال اختفى بعد هذا الفيديو وظلت عائلته تبحث عنه دون أن تتمكن من الوصول إلى مكانه، إلى أن تبيّن أنّ الأجهزة الأمنية الإماراتية اعتقلته لأنّ كلامه أغضب حكّام الإمارات. ثم كشفت مصادر إعلامية بعد أيام أنه تم الإفراج عن الشلال بعد التحقيق معه وإجباره على كتابة تعهّد والتزام بعدم انتقاد أيّ مسؤول في علاقة بموضوع التّطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي.
ومن هنا يبدو واضحا بالدّليل أن السّلطات الإماراتية تمارس ضغطها وقمعها على صنّاع الرّأي إمّا لإخماد أصواتهم أو لتحويلهم إلى أبواق دعاية مأجورة تتوغّل في فكر الشّباب العربي لاختراق وعيهم بتلميع صورة الاحتلال وربطها بالتقدم والتطور عوضا عن نقل حقيقته القائمة على النهب والسلب والاغتصاب والتقتيل والتهجير والتشريد بحق الشعب الفلسطيني المضطهد.
ماكينة تهديد إماراتية من أجل التطبيع
وفي الواقع، لم يقتصر ضغط الإمارات على النّشطاء وصنّاع الرأي، بل صنع النّظام الإماراتي ماكينة تهديد كاملة بدأت بإرسال رسائل على الواتساب لأغلب المواطنين الإماراتيين، حذّرتهم من الخوض في موضوع التطبيع، وفق ما أكده عديد النشطاء أبرزهم الناشطة والمعارضة الإماراتية الراحلة آلاء الصديق.
وكشفت تقارير إعلامية إماراتية مؤخرا، أن التضييقات وصلت حتّى لرجال أعمال عرب وإماراتيين من المستثمرين في الإمارات والذين يعارضون عقد اتفاقيات وشراكات مع مؤسسات إسرائيلية. إذ تلقّى المئات منهم تهديدات بتسليط العقوبات عليهم، ومصادرة أموالهم وحرمانهم من مزايا التسهيلات الحكومية المقدّمة لهم.