حذارِ يا عرب: مخطّط لاقتحام واسع للمسجد الأقصى.. قبيل عيد الأضحى!
تستعد “جماعات الهيكل” اليهودية الإسرائيلية المتطرفة إلى إحياء ما يُسمّى ذكرى “خراب الهيكل”، والذي يوافق الأحد 18 يوليو/ تموز 2021، ولكنها تسعى خلال هذه الذكرى إلى تنفيذ مخطط لغزو المسجد الأقصى الشريف عبر اقتحامات جماعية واسعة للمسجد وأداء طقوس علنية في باحاته، وتنظيم مسيرة استفزازية في البلدة القديمة بالقدس المحتلة.
ما قصّة ذكرى “خراب الهيكل”؟
وتوافق ذكرى “خراب الهيكل” التاسع من آب حسب السنة العبرية وهي تمثل يوم حزن وحداد لدى الإسرائيليين، ينفخون فيها عبر مكبّرات الصوت ويبكون فيها على تدمير هيكلهم المزعوم -“هيكل سليمان”- (الهيكل الأول) على يد البابليين أيام الملك البابلي نبوخذ نصر، وعلى تدمير هيكل هيرودوس (الهيكل الثاني) على يد الرومان أيام القيصر الروماني فسباسيان.
كما يصومون 25 ساعة كاملة يمتنعون خلالها عن كل مظاهر الترفيه، ويُصلّون في منتصف الليل مع الدعاء بتعجيل بناء الهيكل، تصديقا لخرافة إسرائيلية مبنية على الافتراء والكذب بالاعتقاد زورا أنّ هذا الهيكل موجود تحت المسجد الأقصى، رغم إجماع العلماء من المسلمين وغير المسلمين على أن المسجد الأقصى هو مسجد منذ التاريخ وعبر مراحل العصور التاريخية، ولا يحمل أي آثار لمواصفات هيكل.
ذكرى للاعتداء على الفلسطينيين وتدنيس الأقصى
في السنوات الأخيرة، صارت الجماعات الاستيطانية وعصابات المستوطنين الإسرائيليين تطالب باقتحام المسجد الأقصى والتجول فيه تخليدا لهذه الذكرى، وتحشد الرأي العام الإسرائيلي قبل إحياء الذكرى بنحو أسبوع، للمشاركة في ما تسميه “الاقتحام الجماعي الكبير” وممارسة شتّى ألوان الانتهاكات ضد المرابطين والمصلين والمقدسيين محتمين بشرطة الاحتلال التي تقمع الفلسطينيين وتعنّفهم بهدف تفريغ المسجد لفائدة المستوطنين حتّى يدنسوه بطقوسهم ويقطعوا أشجاره ويتمرّغوا في باحاته في استفزاز سافر لمشاعر المسلمين.
مخطّط غزو الأقصى.. لنغص عيد المسلمين
وهذا العام، تُوافق ذكرى “خراب الهيكل” يوم الـ18 من يوليو/ تموز 2021 أي قبل يوم عرفة بيوم وقبل عيد الأضحى بيومين، ما جعل المستوطنون يسعون لنغص فرحة المسلمين بالعيد، ويضعون مخططا لاحتلال الأقصى ورفع علم الاحتلال الإسرائيلي في باحاته بعد اقتحامه بأعداد كبيرة، تعويضا عن فشلهم في احتلاله في الـ28 من رمضان المنقضي بالتزامن مع العدوان الإسرائيلي المتوحش على القدس وغزة. وقد فشلوا وقتها في تنفيذ مخطّطهم بفضل معركة سيف القدس وصواريخ غزة التي أرعبت الاحتلال الإسرائيلي وقلبت المعادلة، حتّى أنها جعلت العالم كلّه -بما فيه الإعلام الإسرائيلي- يتحدّث عن نصر فلسطيني غير مسبوق.
ولتنفيذ هذا المخطط، انطلقت منذ أكثر من يومين، اقتحامات عشرات المستوطنين لباحات المسجد الأقصى مرفوقين بشرطة الاحتلال. وقاموا في سابقة خطيرة بإدخال التوراة وأداء الصلوات التلمودية منه مباشرة، بعدما كانوا يؤدّونها سابقا بشكل شفوي أو عبر قراءتها من هواتفهم، نظرا لمنع إدخال الكتب اليهودية المقدّسة بشكل قاطع إلى المسجد. وقد تمكنوا من إدخال الكتب بعد قمع حراس الأقصى واعتقال وإبعاد عدد منهم لأنهم يملكون صلاحية إخراج من يقوم بهذا الانتهاك من الأقصى.
من جانبها أعلنت حركة ما تسمى “السيادة في إسرائيل” استعدادها، لتنظيم مسيرة كبيرة جدًا في مدينة القدس للمستوطنين إحياء لذكرى خراب الهيكل” يوم 17 يوليو/تموز الجاري، علما وأن هذه المسيرة يحضرها سنويا آلاف الإسرائيليين.
وشددت الحركة على أن تنظيم المسيرة هذا العام أهمّ مما كان عليه في الماضي لأنها تهدف هذه المرة للنيل من محافظة الفلسطينيين على عروبة القدس والانتقام من نصرة معركة سيف القدس وصواريخ غزّة للأقصى.
وتصاعد تأليب غلاة الاستيطان وحشدهم لزيادة أعداد المقتحمين للأقصى، في ظلّ قرارات إبعاد المرابطين والسكان من البلدة القديمة، بسبب القرارات الإدارية الجائرة التي يصدرها الاحتلال بحق النشطاء والمرابطين بالأقصى.
صمود الفلسطينيين في الموعد.. ودعوات لـ”الحجّ” إلى الأقصى
وأمام هذه المخططات الاستفزازية المضطهِدة، تعالت الدعوات الفلسطينية لتكثيف شد الرّحال إلى المسجد الأقصى والاعتكاف فيه يوم عرفة الموافق لـ 19 يوليو/ تموز 2021 للتصدي للمستوطنين الذين يواصلون اقتحاماتهم للمسجد بشكل غير منقطع منذ بداية العام 2021.كما أُطلقت فعاليات شعبية ووطنية تدعو لتكثيف الرباط في الأقصى تصديا لنوايا المستوطنين، وتنادي بضرورة الاستعداد لمواجهة هذه الاقتحامات والتفكير في خيارات إفشالها، مع التأكيد على فاعلية الاعتكاف عبر التجربة واعتباره الطريقة الأنجع في مواجهة الاقتحامات وإفشالها.