ضد التطبيع

بيع آخر ذرة شرف عربيّ: بن سلمان يوظّف رئيس الموساد بأرقى شركاته.. وهذا موعد فتح السفارة الإماراتية لدى الاحتلال

تأكيدا على تقدّم التّطبيع الدبلوماسي بين دولة الإمارات والاحتلال الإسرائيلي، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية، الأحد 11 يوليو/تموز 2021، عن موعد افتتاح السفارة الإماراتية في “تل أبيب”.

وقالت صفحة “إسرائيل في الخليج” في تغريدة على موقعها بتويتر، إنّه “سيتم افتتاح سفارة دولة الإمارات المتّحدة في تلّ أبيب الأربعاء المقبل”.

وأوضحت أنّ الافتتاح سيتم بحضور الرّئيس الإسرائيلي الجديد إسحاق هرتسوغ كـ”ضيف شرف”.

واعتبرت الصّفحة التّابعة للماكينة الإعلامية للخارجية الإسرائيلية أنّ افتتاح سفارة إماراتية لدى الاحتلال هو “خطوة مهمة أخرى في تطوير العلاقات والتعاون بين البلدين”.

الإمارات.. تطبيع دبلوماسي لتوطين “إسرائيل” في المنطقة العربية

وتستعدّ الإمارات لفتح سفارتها رسميا لدى الاحتلال الإسرائيلي، استكمالا لخطوات سابقة على نهج التطبيع الدبلوماسي، بدأت بتعيين محمد محمود آل خاجة أول سفير لها لدى “إسرائيل” منذ فبراير/شباط 2021، وقد وصل إلى الأراضي المحتلة وتجند للتقرّب من الإسرائيليين وتوطيد العلاقات معهم على حساب الحق الفلسطيني والشرف العربيّ، إذ أكّد مضيّ الإمارات قدما في خلق شراكات على جميع الأصعدة مع المؤسسات الإسرائيلية، وطلب بركة حاخام إسرائيلي بعد أن شنّ هجوما على قواعد النضال الفلسطيني تعليقا على انتصار معركة سيف القدس وصواريخ غزّة.

كما فتحت الإمارات أراضيها بالطول والعرض للاحتلال الإسرائيلي، حيث استقبلت في أواخر شهر يونيو/حزيران الماضي، وزير خارجية الاحتلال يائير لابيد، الذي افتتح سفارة إسرائيلية في أبوظبي وقنصلية إسرائيلية في دبي، ووصفت الخارجية الإسرائيلية هذا الافتتاح بأنه “تاريخي”.

الإمارات والسعودية.. تلاقف كرة التطبيع

وبالتوازي مع تصاعد وتيرة التطبيع الدبلوماسي الإماراتي، كشفت صحيفة “جلوبس” الاقتصادية الإسرائيلية، أن وليّ عهد السعودية محمد بن سلمان، وظّف رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلية السابق “الموساد”، يوسي كوهين، في منصب مرموق بإحدى شركاته، مكافأة له على دوره في تفعيل اتفاقيات التطبيع العربي.

وأوضحت الصحيفة أن كوهين تسلّم إدارة الفرع الإسرائيلي لمجموعة “سوفت بنك” القابضة متعددة الجنسيات وهي صاحبة استثمارات كبرى في شركات مثل “أوبر” و”علي بابا” و”تيك توك” و”ديدي”، ويمتلك بن سلمان حصّة كبيرة من أسهمها، وتعمل حاليا على فتح مقرّ لها في “تلّ أبيب” كما تعتزم دعم شركات إسرائيلية بملايين الدولارات خاصة في قطاع تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، ويمثل صندوق الثروة السيادي السّعودي أحد أبرز  شركاء شركة “سوفت بنك” حيث بعثا معا أكبر صندوق أسهم خاصة في العالم برأسمال يساوي 93 مليار دولار، وأطلقا عليه اسم صندوق “سوفت بنك فيجن”.

وتمثل الخطوة جزءا من تحالف سعودي إسرائيلي بدأ منذ زمن بعيد في الخفاء، حيث مثّل حكام السعودي محرّك التطبيع العربي، وأقرّ رموز الاحتلال بدورهم في تسريع توقيع اتفاقيات التطبيع الخليجي ورعايتهم لمصالح “إسرائيل” في المنطقة العربية عبر عقد تنسيق مشترك معه في المجالات الأمنية والعسكرية والاقتصادية. وقد اعترف جيش الاحتلال عام 2017 بتبادل المعلومات الاستخباراتية مع السعودية للتصدي لإيران. 

وتسلك السعودية خطوات حثيثة لتعزيز العلاقات مع الاحتلال قبل الإعلان الرسمي عن تطبيعها، على غرار السماح للطائرات الإسرائيلية بالمرور من وإلى الإمارات عبر مجالها الجوي.

فتح أبواب اختراق المنطقة العربية على مصراعيها

تمعن الإمارات في العلن والسعودية في الخفاء “المؤقت” في فتح أبواب اختراق المنطقة العربية أمام مطامع الاحتلال الإسرائيلي لتمكينه من التغلغل جغرافيّا عبر السّفارات والقنصليات وفتح الشركات الإسرائيلية تحت غطاء الاستثمار. وكذلك التغلغل فكريّا في الوعي العربي الذي نشأ على مناصرة القضية الفلسطينية. 

فإلى جانب التطبيع الدبلوماسي، رُبطت علاقات حميمية مع الاحتلال خاصة من الجانب الإماراتي، عبر الزيارات المتبادلة والاتفاقيات الواسعة في كلّ المجالات بما فيها الأمن، والسياحة، وحتى المأكولات وبعث المحطات الإعلامية المشتركة ورسائل التهنئة بمناسبة الأعياد والتعزية بمناسبة مآسي الإرائيليين، هذه الرسائل التي غابت في مؤازرة الشعب الفلسطيني المضطهد وفي إدانة العدوان السافر والمجازر الإسرائيلية، وتلعب على تلميع صورة الاحتلال لدى الرّأي العام العربي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى