دأب الاحتلال الإسرائيلي لمدى سنوات طويلة على محاولة توظيف المجال الرياضي على المستوى العالمي والعربي في سبيل بحثه عن طريق يخترق بها حصون الشعوب الرافضة للتطبيع تحت أي شكل من الأشكال بما فيها عالم الرياضة وخصوصا كرة القدم التي تحظى بشعبية واسعة لدى الجماهير العربية والإسلامية.
حكيمي والبي آس جي يخذلان فلسطين
قرر فريق باريس سان جيرمان الفرنسي الذي يملك شعبية واسعة في العالم العربي والإسلامي خوض مباراة كأس السوبر الفرنسي ضد نظيره ليل على الأراضي الفلسطينية المحتلة بمشاركة النجم المغربي أشرف حكيمي.
وشكل انخراط اللاعب المغربي بدرجة أولى والفريق الفرنسي بدرجة ثانية في وحل التطبيع الرياضي، انتكاسة كبرى للفلسطينين وخذلانا غير متوقع لحقوق الشعب الفلسطيني.
وآثر أشرف حكيمي المنتقل حديثا إلى البي آس جي مصلحته الشخصية والرياضية على الانتصار لفلسطين المحتلة.
إذ تعد مشاركته في مباراة داخل “إسرائيل” عملية تبييض مجانية لجرائم الاحتلال وفرصة منحت للمحتلين لتسويق صورة مزيفة إلى جميع انحاء العالم.
نجوم عرب قاطعوا الاحتلال الإسرائيلي
على عكس اللاعب المغربي أشرف حكيمي, يزخر تاريخ كرة القدم العربية وباقي الرياضات بنجوم عديدة رفضت ولوج مستنقع التطبيع الرباضي مبدية مواقف مشرفة تجاه فلسطين وشعبها.
فعلى مستوى الساحرة المستديرة, تسجل السنوات الثلاثين الماضية جملة من المواقف البطولية للاعبين عرب رفضوا خوض مباريات مع فرقهم على الأراضي المحتلة رغم ما ترتب عن ذلك من عقوبات رياضية طالتهم.
ويتقدم قائمة الشرف الرياضي اللاعب المغربي مروان الشماخ الذي رفض عام 2009 اللعب مع فريقه بوردو الفرنسي ضد نادي مكابي حيفا في مباراة أقيمت في الاحتلال الإسرائيلي ونسج على منواله مواطنه يونس بلهندة الذي امتنع عن مرافقة فريقه دينامو كييف الأوكراني إلى الاحتلال الإسرائيلي لمواجهة أحد فرق الاحتلال عام 2015.
أما على صعيد الرياضات الفردية فقد تلقى الإسرائيليون عديد الصفعات الرياضية من قبل أبطال عرب رفضوا مواجهة مستوطنين إسرائيلين وآخرهم بطل الجودو الجزائري محمد نورين والبطل السوداني في ذتن الاختصاص محمد عبد الرسول الذين آثرا الانسحاب من أولمبياد طوكيو 2020 على منافسة لاعبين إسرائيليين وذلك انتصارا منهما لحقوق الشعب الفلسطيني.
دول التطبيع تكسر المقاطعة الرياضية للاحتلال
وفي محاولة منها لتجاوز الرفض العام لها من قبل اللاعبين العرب في جميع الاختصاصات الرياضية, عملت “إسرائيل” على توظيف اتفاقات التطبيع المخزي مع عدد من الدول العربية لكسر الطوق العربي المفروض عليها رياضيا.
وفي السياق ذاته لعبت الإمارات كعادتها الدور الأبرز في خيانة حقوق الشعب الفلسطيني إذ أجرى فريق مكابي نتانيا الاسرائيلي لكرة القدم مباراة ودية اليوم استمرت 45 دقيقة أمام فريق دولة الامارات حتى جيل 23 عاما.
وتعد المباراة التي احتضنتها صربيا، أول مباراة في تاريخ العلاقات الرياضية بين الطرفين.
وهذا واشترى أحد أفراد الأسرة المالكة في الإمارات 50 بالمائة من أسهم فريق بيتار القدس المعروف بعنصريته وكرهه الشديد للعرب والمسلمين قبل أن تبطل الصفقة بسبب رفض جماهير الفريق الإسرائيلي.
ولحق بالإماراتيين في تطبيعهم الرياضي المخزي عديد الدول من بينها السعودية, إذ رفضت لاعبة الجودو السعودية تهاني القحطاني الانسحاب من مواجهة إحدى المستوطنات الإسرائيلية في أولمبياد طوكيو رغم الحملة العربية الواسعة التي دعتها إلى ذلك.
رمزية رفض التطبيع الرياضي
يحمل قرار رفض التطبيع الرياضي من قبل النجوم الرياضيين في العالم العربي والإسلامي رمزية كبرى، مفادها تجذر الإيمان بالحق الفلسطيني لدى مختلف الأطياف والفئات العربية، إضافة إلى الرسالة النفسية الإيجابية التي يتلقاها الفلسطينيون بمثل هكذا مواقف مما يساعدهم على مزيد الصمود أمام آلة الإجرام الإسرائيلي.