رحب وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، بزيارة وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب، التي بدأت يوم الأربعاء الماضي 11 أغسطس/آب 2021 واستغرقت يومين، في أول زيارة دبلوماسية رسمية بعد استئناف العلاقات بين الجانبين في ديسمبر/كانون أول الماضي.
وأشاد بلينكن بتوقيع 3 اتفاقيات بين المغرب والاحتلال الإسرائيلي (في مجال الطيران والثقافة في العلاقات الدبلوماسية)، واصفا الزيارة واستئناف افتتاح مكتب الاتصال الإسرائيلي بالرباط بأنها “هامة بالنسبة إلى إسرائيل والمغرب والمنطقة”.
كما شدد بلينكن على أن “الولايات المتحدة الأمريكية تستمر بالعمل مع إسرائيل والمغرب لتقوية الآفاق المشتركة لنا وخلق مستقبل أكثر سلاما وأمانا وازدهارا بالنسبة لسكان الشرق الأوسط”.
تنديد فلسطيني.. واستنكار للتطبيع
في المقابل، نددت الفصائل الفلسطينية المناضلة في قطاع غزة بزيارة لابيد وأسمتها “جريمة” بحق العروبة وتضحيات الشعب الفلسطيني والأمة، مجددة “رفضها التام” لجميع أشكال التطبيع مع الاحتلال “في المستويات كافة”.
وقالت الفصائل في بيان لها، إن “افتتاح هذا المكتب الخبيث يفضح مستوى الانحدار الوطني والأخلاقي الذي وصل له المطبعون في المنطقة وإن افتتاح المكاتب والممثليات الصهيونية يتعارض مع تطلعات ورغبات شعوب الأمة التواقة إلى تحرير فلسطين والخلاص من الكيان الصهيوني”، وفق نص البيان.
وأكدت أن “أي اتفاقيات تُحيي مسار التفاوض العقيم وترسخ التعاون الأمني بين السلطة والاحتلال فيما يخدم المحتل هي إتفاقيات مشبوهة مرفوضة وغير مقبولة”.
وحذر القيادي الفلسطيني فوزي برهوم مما يترتب على هذه الزيارة من تداعيات خطيرة على الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة وتجميل لوجه الاحتلال الإسرائيلي، لا سيما في ظل تزايد جرائم الاحتلال وانتهاكاته اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته.
ودعا برهوم الدول العربية والإسلامية كافة، إلى البقاء على عهدها مع الشعبين الفلسطيني، وإسناده وتعزيز صموده على أرضه، واستمرار سياسة المقاطعة وعزل دولة الاحتلال الذي يشكل خطرا على فلسطين والمنطقة بأسرها.
أمريكا.. الراعي الرسمي لتغلغل “إسرائيل” في الشرق الأوسط
دعمت الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة الرئيس الأمريكي جو بايدن الاحتلال الإسرائيلي والتطبيع معه على نهج الإدارات السابقة وخاصة إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الملقّب بسمسار التطبيع والذي قدّم للدول العربية المطبعة كل الإغراءات حتّى توقّع على اتفاقيات التطبيع.
من جهتها، كشفت الخارجية الأمريكية برئاسة بايدن منذ الأيام الأولى لوصوله إلى البيت الأبيض، عن رغبتها بمواصلة التطبيع العربي، بعد أن أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية التزامها بحماية أمن الاحتلال الإسرائيلي تزامنا مع اعتزام الجنائية الدولية التحقيق في جرائم حرب ارتكبها الاحتلال في فلسطين.
وتعمد جو بايدن السكوت على الدّمار والمآسي التي ألحقها الاحتلال الإسرائيلي بالقدس والأقصى وغزّة خلال العدوان الأخير، بل انحاز إلى الإسرائيليين ورفض إدانتهم واعتبر أن القصف الإسرائيلي هو دفاع عن أمن “إسرائيل”.
وتاريخيا، تعتبر أمريكا أكثر الداعمين لاستقواء الاحتلال الإسرائيلي عبر تسليحه بأكثر الأسلحة فتكا ودعم تغلغله في الشرق الأوسط ودفع اختراقه للدول العربية لأن الأمريكيين اشتركوا مع الاحتلال الإسرائيلي فيمخطط تحطيم المجتمعات العربية حقدا على الدور الحضاري للعرب، وإيمانا بقدرة العرب -في صورة توافقهم وتلاحمهم واتحادهم- على تشكيل قوة عظمى تدمّر مصالحهم وتضرب قوة الكيانات الاستعمارية، ما جعل أمريكا تعوّل على “إسرائيل” دائما لكسر اللحمة العربية ووأد وحدة العرب.