قامت السلطات الجزائرية الأسبوع المنقضي بقطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب، والتي تشهد منذ زمن توترات كبيرة، بسبب ضلوع المغرب في “أعمال عدائية” ضدها.
ومن ضمن الأسباب التي أوردها وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة لتوضيح أسباب قطع العلاقات مع المغرب، تصريحات أطلقها وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد خلال زيارته الرسمية غير المسبوقة للمغرب.
1/ في ضيافة المغرب.. “إسرائيل” تهاجم الجزائر
لم يفوت وزير خارجيّة الاحتلال الإسرائيلي يائير لابيد، فرصة تواجده بالمملكة المغربيّة دون التعبير علانية عن قلقه من الجزائر.
وقال لابيد خلال مؤتمر صحفي عقده بالدار البيضاء في ختام زيارته إلى المغرب إنّه قد ناقش القضايا التي اعتبر أنّها تهُم البلدين، مؤكّدا أن الاحتلال الإسرائيلي يتشارك مع المغرب بعض القلق بشأن دور دولة الجزائر في المنطقة والتي تقود بادرة ضد قبول “إسرائيل” في الاتحاد الإفريقي بصفة مراقب.
هذا واعتبرت الجزائر أن المحرّض الحقيقي لهذه التصريحات هو ناصر بوريطة بصفته وزير خارجية المغرب الذي تقوم بلاده مع “حليفه الشرق أوسطي الجديد” (الاحتلال الإسرائيلي) بمغامرة خطرة موجهة ضد الجزائر وقيمها ومواقفها المبدئية.
الأمر الذي اعتبر الاحتلال الإسرائيلي أنه لا “أساس له من الصّحة”، ولا يعدو أن يكون تحريضا ضدّه.
2/ انفجار القنبلة.. الإعلام الإسرائيلي يستعرض كيف وتّرت “إسرائيل” العلاقة بين المغرب والجزائر
صرّحت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية أن الاحتلال الإسرائيلي ساهم بشكل واضح في توتر العلاقات بين الجزائر والمغرب.
وأوضحت الصّحيفة صراحة أن قطع العلاقات بين المغرب والجزائر، جاء بعد الزيارة الدبلوماسية الإسرائيلية التي قام بها وزير الخارجية، يائير لابيد مؤخرا إلى العاصمة المغربية الرباط.
وذكرت أنه عندما أعلنت الجزائر هذا الأسبوع قطع علاقاتها مع المغرب، أرجع وزير خارجيتها رمطان لعمامرة سبب ذلك، ضمن أمور أخرى إلى أن “المغرب أدخل إلى أراضيه قوة عسكرية أجنبية”؛ وكان يقصد الاحتلال الإسرائيلي.
رئيس الدبلوماسية المغربية يحاول بمكر أن يضيف إلى محاولته اليائسة لتشويه قضية إنهاء الاستعمار في الصحراء الغربية الاستنجاد بقوة عسكرية شرق أوسطية تواصل رفض السلام العادل والدائم مع الشعب الفلسطيني الذي يحمل مبادرة السلام العربية.
.
3/ خنوع المغرب متواصل..
استضاف المغرب على مدى العقود الماضية العديد من مسؤولي الاحتلال الإسرائيلي، بمن فيهم إسحاق رابين وشمعون بيريز، وأقام علاقات وثيقة علنية وسرية، وفي هذه الأثناء لم تقيد الحكومة المغربية الرحلات الجوية الإسرائيلية إلى المغرب، إذ يسافر عشرات الآلاف من الإسرائيليين إلى المغرب كل عام.
كان هذا قبل أن يلتحق المغرب رسميّا بالإمارات والبحرين والسودان في إقامة علاقات تطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، على الرّغم من إجماع قوى الشعب المغربي الحية والمناضلة على إدانة خيانة النظام المغربي لقضية فلسطين، القضية المركزية للمغرب العربي ولكل شعوب المنطقة العربيّة التي أجمعت على رفض تطبيع النظام المغربي للعلاقات مع الاحتلال الإسرائيلي.
فالشعب المغربي، الذي لطالما اعتبر “إسرائيل” عدوّته كما هي عدوّة كل شعوب المنطقة، كان قد نظّم أكبر التظاهرات التاريخية دعماً لفلسطين بعد المجازر الإسرائيلية المتكرّرة في غزة، ولطالما وقف قولاً وفعلاً مع نضال الشعب الفلسطيني.
يسهّل المغرب توغّل العدو الإسرائيلي الذي ينتهك حقوق الشعب الفلسطيني منذ عقود طويلة ويهدم البيوت فوق رؤوس أهاليها الآمنين دون أي ذنب يذكر، في منطقة المغرب العربي والقارة الأفريقيّة منذ إعلان التطبيع الرسمي.
ما يمثّل انحيازاً سافراً ووقحاً لدولة الاحتلال ومشاريعها التوسعية الاستيطانية، بل أيضاً لروايتها العنصرية، لكي تُشوّه تاريخ المجتمع المغربي ونسيجه لمصلحة المشروع الإسرائيلي الاستعماري الاستيطاني.
لكن فلسطين ستبقى أمانة في أعناق الشعوب الحرة، حتى ولو بقيت هذه الشعوب لوحدها لن تستسلم، ستبقى تندد بالهوان، وتكرر بأن التطبيع خيانة وجبن ومهانة.