ضد التطبيع

بيع آخر ما تبقى من السيادة.. جهاز الموساد الإسرائيلي في البحرين!

لم تعد البحرين تخفي شيئا عن تماهيها مع الاحتلال الإسرائيلي، بعد تصريحات لنائب وزير الخارجية البحريني عبد الله آل خليفة خلال حدث مشترك مع وزير الحرب الإسرائيلي بيني غانتس في مؤتمر ميونيخ الأمني، قال فيها إن جهاز الموساد موجود في البحرين في إطار التطبيع الأمني الاستخباراتي بين الطرفين.

وأكّد آل خليفة، أنه “يوجد تعاون استخباراتي بين إسرائيل وبين البحرين، الموساد في البحرين، هم يتواجدون في المنطقة”، ليضيف القول “زيارتان لرئيس الموساد الإسرائيلي في 2020 و2021 نشرت من قبلنا في وسائل الإعلام. التعاون الأمني والاستخباراتي مع إسرائيل هو جزء من شراكتنا وسيستمر”.

ووصف موقع “والاه” الإسرائيلي تصريحات المسؤول البحريني بـأنها “استثنائية وعلنية ومباشِرة”، وقال إن “الإعلان والصراحة هذين غير عاديَّين للغاية”.

وأدلى آل خليفة بهذه التصريحات، بعد أيام من أول زيارة رسمية غير مسبوقة في العالم العربي لرئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، نفتالي بينيت، للبحرين، ولقائه الملك وولي العهد، وهي زيارة أبدى خلالها النظام البحريني تملقه العلني للإسرائيليين بعد رفع العلم الإسرائيلي وعزف النشيد الإسرائيلي في القصر الملكي بالبحرين، والتعبير عن فائق الود للاحتلال الإسرائيلي. وقد أكّد بينيت على هامش هذه الزيارة أنه بحث مع ملك البحرين “العديد من الطرق لبناء جسور جديدة من أجل منطقة أقوى وأكثر استقرارا، ونتطلع إلى استمرار العلاقة الممتازة بيننا” وفق زعمه.

هذا وقد التقى بينيت بممثلين عن الطائفة اليهودية في البحرين في مستهل هذه الزيارة، قبل سلسلة اجتماعات عقدها مع قادة البلد الخليجي، وصفها بـ”لقاء مع عائلته”، تعبيرا عن التجانس والودّ بين الطرفين، في تجاهل تام للحق الفلسطيني المغتصب.

كما تأتي تصريحات مسؤول الخارجية البحريني بعد أقل من 3 أسابيع أيضاً من زيارة وزير الحرب الإسرائيلي بيني غانتس إلى البحرين، وهي زيارة أولى من نوعها أيضا، أسفرت عن توقيع اتفاقية تطبيع أمني بين الطرفين.

وكشفت مصادر إعلامية إسرائيلية أن الهدف الأساسي لزيارة غانتس، قد يتمثل في تخصيص ميناء بالمملكة للبحرية الإسرائيلية لمواجهة إيران، لافتا إلى أن أن سبب الزيارة غاية الزيارة أكبر من مجرد تنسيق التدريبات مع الولايات المتحدة التي يقع مركز قيادة أسطولها الخامس في البحرين، وقد يمتدّ إلى تركيز قوات عسكرية بحرية إسرائيلية في منطقة الخليج.

وتعقيبا على هذه الزيارات، اتفق محللون كثيرون على أن البحرين فتحت الباب على مصراعيه للاختراق الإسرائيلي للمنطقة العربية بأكملها، بل أن قادة الاحتلال الإسرائيلي حوّلوا البحرين إلى نقطة ارتكاز لهم في الخليج من جهة، ودرع واق لهم في حربهم مع إيران.

وزاد طين التطبيع بلة، أن وزارة الخارجية البحرينية أكدت الأسبوع الماضي ما كشفته وسائل إعلام إسرائيلية عن تعيين ضابط إسرائيلي بصفة دائمة بالمملكة في إطار ما وصفته بترتيبات متعلقة بتحالف دولي يضم 34 بلدا، وذلك بعد يومين من الكشف عن شراء البحرين أنظمة إسرائيلية مضادة للطائرات، وهو ما يعني أن ضابطا إسرائيليا، تولى منصبا رسميا في البحرين، ي سابقة أخرى يُعين فيها ضابط إسرائيلي في دولة عربية، وهو ضابط كبير من البحرية الإسرائيلية.

وأمام هرولة النظام البحريني نحو مستنقع التطبيع، حذرت قوى المعارضة في البحرين، من تمكين الإسرائيليين من الأمن الداخلي والخارجي للبلاد، ومن اختراق المملكة على جميع الأصعدة في مخطط استعماري جديد.

فيما يخوض الشعب البحريني ملحمة صمود ضد التطبيع رغم بطش النظام، مؤكدا أن “رهن أمن البلد للإسرائيليين من خلال تمكين الشاباك والموساد بالإشراف على الأمن الداخلي للبحرين، وإعطاء “إسرائيل” موافقة على إنشاء قاعدة عسكرية إسرائيلية على أرض البحرين، هو بيع كامل للسيادة البحرينية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى