ناشدت فلسطين كُلاّ من أمين عام الأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن ورئيس الجمعية العامة، لحماية حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة.
وبعث مُراقب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة السفير رياض منصور بثلاث رسائل متطابقة للمسؤولين الأُمميين الثلاثة حملت عنوان “فلسطين تناشد حماية الشيخ جراح والمواقع المقدسة”، تزامنا مع تزايد وتيرة التطبيع بين النظام البحريني والإماراتي والمغربي مع الاحتلال الإسرائيلي، في تطور لافت كان آخره زيارة رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي نفتالي بينيت إلى البحرين والتّي مثّلت نُقطة تحول خطيرة في المنطقة، تضع جميع دول المنطقة على شفير حرب.
هذه الأنظمة نسيت أن هناك شعباً فلسطينياً تحت الاحتلال، وتجاهلت الجرائم التي ترتكبها “إسرائيل”، الكيان الذي أصبح صديقا لكل من الإمارات والبحرين والسودان والمغرب.
فالتّبريرات التي ساقتها وتسوقها الدول المطبعة حول استفادة الشعب الفلسطيني وقضيته من إبرام اتفاقيات التطبيع مع العدو، واهية سياسيا وإنسانيا واستراتيجيا، وليس لها أي رصيد حقيقي وصارت مكشوفة لكلّ العالم، مع تزايد الجرائم الإسرائيليّة بحيّ الشيخ جرّاح.
بن غفير ينقل مكتبه
قرّر عضو الكنيست من اليمين المتطرف إيتمار بن غفير نقل مكتبه، من أمام منزل عائلة المسنة المقدسية فاطمة سالم إلى الساحة المقابلة لمنزل عائلة المواطن محمود السعو، وهي الساحة التي تنتظم فيها الفعاليات الاحتجاجية التضامنية اليومية مع أهالي الحي.
فاندلعت الاشتباكات بعدما حاول مستوطنون الاعتداء على أهالي الحي الذين كانوا يحتجون على نقل بن غفير مكتبه إلى محيط منزل عائلة السعو.
وحذّر أهالي حي الشيخ جراح من خُطوة بن غفير هذه والتي ستقود إلى مزيد من المواجهات.
في غضون ذلك، تواصل قوات الاحتلال إغلاق حي الشيخ جراح بالسواتر ويشهد الحي منذ الأسبوع الماضي اعتداءات لقوات الاحتلال والمستوطنين.
جريمة جديدة تُضاف إلى سجل الاحتلال الأسود بحق مدينة القدس، بهدف استهداف الوجود والهوية الفلسطينية المقدسية.
الاحتلال يُواصل الحصار
واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، حصار سكان حي “الشيخ جراح” بالقدس المحتلة لليوم الحادي عشر على التوالي، فيما اقتحم مستوطنون باحات المسجد الأقصى المبارك بحمايتها.
واعتدت قُوّات الاحتلال والمُستوطنون على أهالي الشّيخ جرّاح المُهدّدون بالتّهجير القسري من منازلهم كما اعتدوا على المُتضامنين معهم في الجُزء الغربي من الحيّ وكان من بين المُقتحمين للحي عُضو الكنيست المُتطرّف إيتمار بن غفير.
دعوات لوقف التطبيع
أكد القيادي الفلسطيني باسم زعارير أن هجمة الاحتلال المسعورة على أهالي الشيخ جراح في مدينة القدس المحتلة تستدعي وقف التطبيع والتنسيق الأمني.
وشدد زعارير على أن المطلوب فلسطينياً وعربيًا وقف كل أشكال الاتصالات مع الاحتلال، ووقف التطبيع وتقديم شكوى لمجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، إلى جانب دعم صمود أهالي القدس بشكل عام وأهالي الشيخ جرّاح خاصة.
وأوضح زعارير أن الهجمة على حي الشيخ جرّاح، هي هجمة مُنظمة يشترك فيها المستوطنون وأجهزة الأمن والقضاء الإسرائيلي بإشراف حكومة الاحتلال، التي تهدف الى تهجير أهالي الحي والاستيلاء عليه وتهويده.
وأشار إلى أن أهالي الشيخ جراح يدافعون عن حيهم ومساكنهم بصدورهم العارية، أمام المستوطنين وقوات الاحتلال المدججين بالسلاح ويعتدون على الجميع بمن فيهم النساء والأطفال.
هذه الجرائم والانتهاكات تدفع إلى ضرورة التساؤل عما تفعله المواقف العربية والفلسطينية والدُّولية في ما يخص سياسة الاستعمار الإسرائيلي في المناطق الفلسطينية المُحتلة؟
فلم تكشف الأحداث الأخيرة التي تجري في حي الشيخ جرّاح ضُعف الموقف العربي تجاه القضية الفلسطينية فحسب، بل بات واضحاً أن الدول المُطبّعة لم تعد تكترث للجرائم الإسرائيلية بحق الفلسطينيين.