على الرغم من منع دائرة الأوقاف الأردنية الاعتكاف في المسجد الأقصى في القدس في الأيام العشرين الأولى من شهر رمضان، فإن عشرات الفلسطينيين بدأوا الاعتكاف منذ الأيام الأولى للشهر الفضيل تقرباً إلى الله، ووسيلة لمنع المستوطنين من اقتحام المسجد لأداء طقوس تلمودية فيه.
ويتزامن شهر رمضان هذا العام مع احتفال اليهود بعيد الفصح، وأعلن بعضهم العزم على اقتحام المسجد الأقصى مساء يوم الجمعة المقبل، الموافق 14 من الشهر الكريم، لتقديم “قربان الفصح” في ساحاته.
واقتحم مستوطنون يهود تابعون لجماعة “جبل الهيكل”، المسجد الأقصى، وأدوا طقوس “بركات الكهنة” بشكل جماعي وعلني، وذلك لتعزيز استعداد “كهنة الهيكل” لتقديم القربان في الأقصى.
وهذه المرة الأولى التي سيُذبح فيها القربان في المسجد الأقصى، حيث بدأت جماعات الهيكل بذبحه في محيط البلدة القديمة للقدس منذ عام 2014، وحتى 2017، قبل أن ينقلوا تلك الطقوس إلى “كنيس الخراب” قرب باب المغاربة، والقصور الأموية، ثم “سوق اللحامين” قرب الأقصى.
ويعتقد الفلسطينيون أن الاعتكاف في المسجد الأقصى والرباط فيه خير وسيلة للدفاع عنه، وإفشال مخططات تقسيمه “الزمانية والمكانية”، لكن دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، التابعة للحكومة الأردنية، قررت منع الاعتكاف إلا في العشرة الأواخر من شهر رمضان.
ودعا موظفوها المصلين إلى مغادرة المسجد الأقصى بعد انتهاء صلاة التراويح “كما جرت العادة خلال الأعوام الماضية”، بحسب مدير المسجد الأقصى عمر الكسواني.
ونفى الكسواني وجود تواطؤ بين دائرة الأوقاف وإسرائيل لتفريغ المسجد الأقصى من المصلين، مشدداً على أن “حراس وسدنة المسجد الأقصى متحدون لحمايته، ويؤكدون أنهم لن يكونوا أداةً بيد الاحتلال الإسرائيلي”.
وأثار القرار رفضاً واسعاً بين الفلسطينيين وتكهنات بدوافعه في ظل تزامن اقتحامات المستوطنين الواسعة مع الليالي التي يمنع فيها الاعتكاف.
واتهم خطيب المسجد الأقصى عكرمة صبري دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس بـ”التفاهم” مع الحكومة الإسرائيلية على حصر الاعتكاف في الأقصى في العشر الأواخر من رمضان فقط، مشدداً على أن “الرباط فيه يحميه مما يُحاك له من مؤامرات”.