لم يكتفوا بقتلها، بل لاحقوها حتى موتها، وإلى أن وصلت إلى قبرها، بينما كان المطبعون يتلقون البرقيات من المجرمين، نعم فقد اعتدت قوات الاحتلال الإسرائيلي اعلى موكب تشييع الشهيدة شيرين أبو عاقلة، أثناء محاولة إخراج جثمانها من المستشفى الفرنسي بمدينة القدس المحتلة.
وكاد جثمان الشهيدة أن يسقط جراء الاعتداء الإسرائيلي، ما اضطر المشيعين إلى إعادة إدخاله للمستشفى، حيث أطلقت قوات الاحتلال قنابل الصوت تجاه المشيعين لمنع تشييع جثمان أبو عاقلة سيراً على الأقدام، واعتدت عليهم بالضرب بالهراوات، ما أدى إلى إصابة العشرات منهم.
وخرجت السيارة التي تحمل جثمان “أبو عاقلة” من المستشفى الفرنسي للتوجه إلى كنيسة الروم الكاثوليك في القدس المحتلة، بينما منعت شرطة الاحتلال آلاف الفلسطينيين من الخروج من محيط المستشفى الفرنسي، للحاق بالجثمان.
وفور وصول الجثمان إلى الكنيسة للصلاة على “أبو عاقلة”؛ ارتفعت الزغاريد وهتافات الإشادة بالشهيدة وببقية شهداء فلسطين، لتبدأ بعدها مراسم تشييعها داخل الكنيسة.
تزامن ذلك، مع تقديم الاحتلال الإسرائيلي تعازيه إلى الإمارات بوفاة رئيس هالدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، ليتقاطع التطبيع المُخزي مع العدوان.
وذكر رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينيت، في برقيته “باسمي وباسم حكومة إسرائيل وشعبها، أتقدم بخالص التعازي إلى صديقي سمو ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وإلى حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة وشعبها، في وفاة فخامة رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان”.
وبلا شكّ، يأذن بينيت الإذن في إجرامه، والتصريح المفتوح والضوء الأخضر، من صديقه العزيز والحميم، محمد بن زايد الذي استقبله في أرضه في الإمارات، فها هو التطبيع، يتواصل بكل شكلٍ ولون، بينما يتواصل العدوان في القدس وفي كل أرضٍ فلسطينية.