نظّم الاحتلال الإسرائيلي مسيرة الأعلام الاستيطانية التهويدية والاستفزازية، يوم الأحد ، بمشاركة نحو 25 ألف مستوطن، حيث مروا في البلدة القديمة بالقدس مرورًا إلى حائط البراق.
وردد المستوطنون هتافات مسيئة للنبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، وشعارات عنصرية، وأخرى تنادي “بالموت للعرب”.
من جهة أخرى، أصيب 24 فلسطينيا في اعتداء قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين على المواطنين في القدس المحتلة، خلال تصديهم لـ”مسيرة الأعلام”.
وبينت مصادر محلية أن شرطة الاحتلال اعتدت بالضرب على طواقمها في محيط “باب العامود”، خلال محاولتهم الوصول لإحدى الإصابات.
وانطلقت “مسيرة الأعلام” بتنظيم جماعات يهودية في القدس المحتلة، لإحياء ما يسمى يوم “توحيد القدس”، وهو ذكرى ضمّ الاحتلال الإسرائيلي الجزءَ الشرقي من المدينة، بعد احتلاله في حرب حزيران/يونيو 1967.
وأفادت مصادر محلية بأن عضو برلمان الاحتلال اليميني إيتمار بن غفير، تقدم الحشود الإسرائيلية المشاركة في المسيرة، حيث رفع العلم الإسرائيلي.
وأضافت أن بعض المستوطنين رفع علم حركة “كاخ” الإرهابية المتطرفة، والتي تقف خلف سلسلة مجازر بحق الفلسطينيين.
وكانت شرطة الاحتلال الإسرائيلي قد شددت من استعداداتها في البلدة القديمة ومحيطها، وعززت قواتها بآلاف الجنود، ونصبت حواجز حديدية، في محاولة لحماية المستوطنين أثناء مسيرتهم الاستفزازية.
هذا وقال نائب مدير عام دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة الشيخ ناجح بكيرات، إن ما حدث في المسجد الأقصى ومدينة القدس المحتلة بالأمس، يحمل ثلاثة مسارات أراد الاحتلال الإسرائيلي تحقيقها وتكريسها، بغية فرض سيادة كاملة على المسجد المبارك.
وأوضح بكيرات، أن هذه المسارات تتمثل: أولًا: المسار الإسرائيلي، كان يهدف إلى محاولة فرض سيادة كاملة على الأقصى من خلال “اقتحامات المستوطنين المكثفة، ورفع الأعلام وأداء الصلوات والرقصات التلمودية، والسجود الملحمي والانبطاح على الأرض”.
وأضاف أن” حكومة الاحتلال أرادت حسم موضوع السيادة على القدس، من خلال استخدام كل قوتها وأذرعها سواء كان سياسيًا أو عسكريًا أو أمنيًا، وحاولت الاستعداد والتحضير لهذا اليوم منذ ثلاثة شهور، تمهيدًا لفرض سيادة بالقوة ولو لساعة، كي يشعروا بأن هذه المدينة عاصمتهم الموحدة”.
والمسار الثاني-وفقًا لبكيرات- أن “ما حدث كان يهدف إلى تقوية اليمين الإسرائيلي المتطرف وإرضاءه، بغية إبقاء الائتلاف الحكومي مستمرًا، في ظل حالة الضعف والهشاشة التي تعاني منها حكومة نفتالي بينيت والمهددة بالانهيار”.
وأضاف أن “بينيت يريد أن يقول لبنيامين نتنياهو أنه استطاع السير على خطاه، وأن يحقق شيئًا، وما شهدناه من اقتحام لنتنياهو حائط البراق بالأمس ورفعه العلم الإسرائيلي، إلا ليقول إنه مع مسيرة الأعلام، وللحصول على أصوات أكثر من اليمين المتطرف حال إجراء أي انتخابات جديدة”.