مع تصاعد الحديث عن التطبيع بين المملكة العربية السعودية والاحتلال الإسرائيلي، لا بد أن يكون هناك مداخل عدّة هذه المحاولات المُخزية، وأولها بدى واضحًا، من خلال خطوات التطبيع الإعلامي التي انطلقت مؤخرًا.
في ظاهرة هي الأولى من نوعها، ظهر الإعلامي السعودي البارز عبد العزيز الخميس، في لقاء مُباشر على قناة “كان” الإسرائيلية، مُشددا على ضرورة التطبيع الإعلامي والتواصل بين وسائل الإعلام الإسرائيلية والسعودية.
وقال الخميس إن “التواصل بين الوسائل الإعلامية الإسرائيلية وبين السعوديين خبراء ومحللين أمر جيد”.
وتابع القول، متفاخرًا بخطوته المخزية “أنا تشرفت بالفرصة بأن أكون معكم في هذا البرنامج، وطبعا يحزنني رحيل رومي من البرنامج، ولكن متأمل أنها تكون في مكان أفضل وأكبر ووفقّها الله”.
خطوة الخميس ليست الأولى، فلم يكن ظهور الناشطة السعودية سعاد الشمري على قناة “كان” الإسرائيلية عام 2020، ودعوتها إلى التعاون الاقتصادي والثقافي والتجاري مع الاحتلال، مجرّد إطلالة فردية مرتبطة بحرية التعبير، كما حاول المدافعون عنها الترويج.
فالشمري أطلّت من السعودية، وهو البلد الذي يقمع أي إعلامي يظهر على أي قناة حول العالم من دون رضا السلطات.
هذه اللقاءات والمحاولات الإعلامية، لا تأتي إلا في خانة مشروع رسميّ يحاول الدفع بالإعلاميين السعوديين المؤثرين على مواقع التواصل، نحو ترسيخ التطبيع مع الاحتلال.
مقابل ذلك، جاء دخول الإعلاميين الإسرائيليين إلى السعودية كمحاولة لجسّ نبض الشعب السعودي، فقد نشرت القناة 13 الإسرائيلية تقريراً عن زيارة مراسل ألون بن دافيد، الذي قال إنه سافر مع صحفي إسرائيلي ثانٍ إلى المملكة،.
وأكد بن دافيد أنه لم يخفِ هويته مع زميله الصحفي يؤاف ليمور من صحيفة “يسرائيل هيوم” عندما خاطب السعوديين، وأن ردود فعلهم جاءت متفاوتة، لكنه شدّد على أنه تلقى “ترحيباً دافئاً”.
التطبيع أقرب من أي شيء، هذه الحقيقة التي يجب أن يعرفها الجميع، ويحاول إنكارها البعض وربط الخطوة بـ”التقدم بالقضية الفلسطينية”، فها هي شماعات بن سلمان تسقط، وها هما الإسرائيليون ضيوفٌ لدى مملكته وفي أقدس أماكن الأرض!