قطع رجلا أعمال “إسرائيليان”، المسافة من دولة الإمارات العربية المتحدة، مستقلين سيارتهما، مرورا بعدة دول عربية، حتى وصلا إلى كيان الاحتلال “الإسرائيلي”، في إطار مبادرة تحمل شعار “دفع السلام بين شعوب المنطقة”، ضمن محاولات إسرائيل الرامية لتطوير وتوسيع “اتفاقيات أبرهام”.
وانطلق رجلا الأعمال اليهوديان، اللذان يعيشان في دبي، وهما بروس غروفين وجو كوهين، في هذه الرحلة البرية قبل أكثر من 30 يوما، ومرّا خلالها بعدة دول عربية وهي السعودية، والبحرية والأردن والأراضي الفلسطينية.
وذكر موقع قناة “i24news”، أن هذين الرجلين دخلا، الجمعة قبل الماضية، الحدود من العقبة الأردنية إلى مدينة إيلات، وقضيا يوم السبت في القدس.
وأوضح الموقع أنه على مدار هذه الفترة قدما على تغطية تجربتهما في مواقع التواصل الاجتماعي، والتي حظيت بتغطية إعلامية في كل دولة تواجدوا بها.
رجل أعمال في التكنولوجيا
وحسب القناة، فإن بروس غروفين، رجل أعمال يدير صندوق استثمار بمجال التكنولوجيا في الخليج العربي وإسرائيل، ويعيش منذ عام 1997 في دول الخليج العربي. ونقل عنه القول، في تعليقه على الرحلة التي بادر إليها بسيارة تحمل لوحة ترخيص من دبي: “كما هو معروف لنا، لم يقم أحد بهذا من قبل، ربما فقط قاموا بذلك على حمار أو جمل”.
منصة في السعودية
وحملت تصريحاته هذه إشارة إلى أن أحدا في العصر الحديث لم يقم بالمرور بسيارته بين الدول العربية، حتى لو كان يحمل الجنسية العربية، في إشارة إلى تعقيدات السفر والحدود، وربما كان سائداً الانتقال من قطر عربي لآخر في الفترة التي كانت فيها وحدة بين تلك الدول، حيث كانت المواصلات عن طريق الإبل.
وقد أشار رجل الأعمال اليهودي إلى أنه خلال النصف الأخير من العام الماضي، عمل على مشروع “مسرع” للشركات في مجال التكنولوجيا المتطورة لإحياء الصحراء، بشكل أساسي في مجال الزراعة.
وقال غروفين، الذي يعمل في دبي: “طورنا منصة في السعودية يمكن خلالها لكل شركة تمتلك حلولا تكنولوجية الانضمام إلينا، والحصول على قطعة أرض، قوة عمل ومياه والقيام بامتحان الجدوى”.
وأضاف “إذا كان المشروع مجدياً نقوم بفتح شركة محلية ونسوق التكنولوجيا في دول الخليج”.
وأشار إلى أنه زار في إطار عمله السعودية، التي لم توقع معها إسرائيل اتفاق سلام، لكن لم يكشف إن كانت زيارته بجواز سفره الإسرائيلي، أم من خلال جنسية أجنبية أخرى يحملها، وقال “كان يجب علي زيارة عدة مواقع في السعودية للتوقيع على الصفقات وتجهيز البنية التحتية، عندها قلت لنفسي، هيا لنكن الأوائل الذين يسافرون من دبي إلى إسرائيل بسياراتهم”.
اتفاقيات أبراهام
وذكرت القناة الإسرائيلية أنه تم اختيار توقيت الرحلة مع مرور عامين عن الإعلان التاريخي عن “اتفاقيات ابراهام”.
وأشار التقرير إلى أن غروفين وكوهين التقطا الصور مع علم كل دولة تواجدا بها، وفي السعودية مرا في عدة مدن، بينها الرياض، جدة، نيوم وأم العلا، ووصلا الأحد إلى مناطق السلطة الفلسطينية، وخلال عودتهما إلى دبي سيمران بأجزاء أخرى من الأردن، والسعودية والبحرين.
ويقول غروفين أيضا نحن الأوائل الذين أقاموا هذه الرحلة من دبي إلى إسرائيل، في كل مكان أصرح بأنني يهودي أسعى لبناء تعاونات بين إسرائيل ودول المنطقة”، ويضيف: “الردود كانت مثيرة جدا، في كل مكان قابلنا أشخاصا تحمّسوا للفكرة وللتكنولوجيات الجديدة، وحين قلنا لهم بأننا نحضر تقنيات إسرائيلية ردوا علينا بعبارة أهلا وسهلا”.
لكنه لم ينكر أنه قابل أشخاص في تلك الدول هاجموهم، لكنه قال إنه اكتشف أنهم من باكستان وليسوا سعوديين.
وقد عبّر عن أمله في أن يبني في السعودية، التي كان القسم الأكبر في رحلته عبر أراضيها، “البنية التحتية الاقتصادية لعلاقات السلام بين الدول”.
وقال “الفكرة هي بناء بنية تحتية جيدة، والتي يكون بعدها السلام ناجحا مثل السلام بين إسرائيل ودولة الامارات”، وتابع: “كانت هناك صفقات كثيرة قبل الاتفاقيات الإبراهيمية”.