اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي ومجموعات كبيرة من المستوطنين، باحات المسجد الأقصى المبارك، واعتلت مصلياته، واعتدت على المرابطين وأجبرتهم على الخروج من باحاته.
وأفادت مديرية الأوقاف الإسلامية في القدس، بأن مئات المستوطنين اقتحموا ساحات الاقصى من جهة باب المغاربة بحماية مشددة من قوات الاحتلال الإسرائيلي، على شكل مجموعات، تضم كل واحدة منها 50 مستوطنا، وأدوا طقوسا تلمودية، ونفذوا جولات استفزازية في ساحات المسجد، كما قاموا بالنفخ في البوق عند باب القطّانين.
وقالت مصادر محلية إن قوات الاحتلال ابتدأت اقتحام الأقصى بأعداد كبيرة، تمهيدا لاقتحام مئات المستوطنين، في أول أيام الأعياد اليهودية.
حصارٌ كبير
وأضافت المصادر أن قوات الاحتلال اعتقل أربعة شبان من باحات الأقصى، ومنعت طلبة المدارس من الدخول إلى مدارسهم عند باب المجلس قرب الحائط الغربي للأقصى.
وفرضت قوات الاحتلال حصارا حول المسجد الأقصى، ومنعت من هم دون الـ40 من دخوله، فيما أطلقت شرطة الاحتلال طائرة مسيرة في سماء المسجد الأقصى، واعتدت على عدد من الصحفيين في باب السلسلة، ومنعتهم من التصوير في المكان.
وتصاعدت الدعوات الفلسطينية لتكثيف الرباط والحشد الدائم في المسجد الأقصى، وحمايته والدفاع عنه من اقتحامات المستوطنين المتطرفين ومخططاتهم، خلال موسم الأعياد اليهودية.
الأعياد اليهودية
وبدأت “جماعات الهيكل” اليوم تنفيذ سلسلة من البرامج التهويدية واقتحامات واسعة للمسجد الأقصى، بمناسبة موسم الأعياد اليهودية، الذي يستمر حتى تشرين الأول/أكتوبر القادم.
ووضعت أجهزة الأمن والشرطة الإسرائيلية في حالة تأهب قصوى، خاصة في مدينة القدس المحتلة، خلال عطلة الأعياد اليهودية التي تبدأ اليوم الإثنين، وتستمر حتى منتصف تشرين الأول/أكتوبر القادم.
لا يجوز ترك الأقصى
قال خطيب المسجد الأقصى المبارك، الشيخ عكرمة صبري، إن الاحتلال حوّل مدينة القدس والمسجد الأقصى إلى ثكنة عسكرية، ويريد أن تمر اقتحامات المستوطنين دون مواجهة، معتبراً ذلك “عدواناً لن يعطي أي حق للإسرائيليين في الاقصى”.
وأكد في تصريحات صحفية أن “الاحتلال يعمل على فرض السيادة اليهودية على الأقصى تدريجياً، من خلال زيادة وتيرة اقتحامات المستوطنين عاماً بعد عام”.
ودعا صبري إلى “عدم الاستسلام في الدفاع عن المسجد المبارك، والرباط فيه بأعداد كبيرة”، مشددا على أنه “لا يجوز ترك المقدسيين وحدهم في ميدان الدفاع عن الأقصى”. مضيفًا: “المقدسيون يقومون بواجبهم ضمن إمكاناتهم المتاحة، ولكن ذلك “لا يُسقط مسؤوليات الدول العربية والاسلامية” لنصرة المسجد الأقصى وحمايته من الاحتلال.
استفزازٌ للمسلمين
بدوره، قال المتحدث باسم حركة “حماس” عبد اللطيف القانوع، إن “مشاهد جماعات المستوطنين المتطرفة في اقتحامها للأقصى، تمثل انتهاكاً صارخاً لحرمته وقدسيته، ويجب أن تستفز العرب والمسلمين وتدفعهم لنصرته وحمايته من التهويد والتقسيم”.
وأضاف في تغريدات عبر “تويتر” إنه “أمام طوفان الاقتحامات الواسعة؛ يتطلب إسناد شعبنا وتعزيز صموده، ومضاعفة الرباط وشد الرحال للأقصى”، مؤكدا أنه “بالصمود والاستبسال ستفشل مخططات الاحتلال”.
ولفت إلى أن “المرابطين في ساحات الأقصى، والمعتكفين بداخله، يسطرون ملحمة بطولية لحمايته وإفشال اقتحامه وتدنيسه، وشعبنا معهم وخلفهم لفرض إرادتهم”.