اجتمع الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، مع وزير جيش الاحتلال “الإسرائيلي” بيني غانتس، مساء الخميس الماضي، في العاصمة التركية أنقرة، خلال زيارة الأخير لتركيا، والتي تأتي في سياق التطبيع المتنامي بين الطرفيْن.
وحسب بيان صحفي صدر عن مكتب غانتس، فقد بحث اللقاء “سلسلة من القضايا الإستراتيجية، والتزام البلدين بالعمل من أجل الاستقرار والازدهار والأمن في منطقة الشرق الأوسط وشرق المتوسط”.
تعزيز التعاون والحوار الثنائي
كما التقى غانتس بنظيره التركي، خلوصي أكار، في مقر وزارة الدفاع التركية، قبل لقائه بالرئيس التركي.
وقال وزير الدفاع التركي، أكار، في مؤتمر صحافي مشترك، عقده مع غانتس، إن الزيارة “ستعزز التعاون والحوار الثنائي بين البلدين، وتسهل حل بعض القضايا العالقة، خاصة قضية فلسطين” مؤكداً أن اللقاء “شكل نقطة تحول مهمة في العلاقات“ بين البلدين”.
فيما أكد غانتس، أن تركيا “حليفة الولايات المتحدة الأميركية، العضو في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، وتلعب دورا مهما في ضمان الاستقرار العالمي”، مشيراً إلى أن “العلاقات مع أنقرة تسير باتجاه إيجابي ، ويمكننا بناء جسور وتقليل الصراعات لصالح جميع الأطراف المعنية”.
وأعرب غانتس عن ارتياحه لزيارة تركيا، وشكر الرئيس رجب طيب أردوغان ووزير الدفاع خلوصي أكار على “حفاوة الترحيب” الذي لقيه.
شكر كبير من غانتس
وأشار أن تركيا وكيان الاحتلال “تواجهان العديد من التحديات الأمنية”. وقال غانتس: “إعادة العلاقات الدفاعية بين بلدينا ساهمت في أمن واستقرار الشرق الأوسط، إضافة إلى الاتجاهات الإيجابية التي نشهدها بالفعل نتيجة لاتفاقات أبراهام”، في إشارة إلى صفقات التطبيع بين الاحتلال والعديد من الدول العربية منذ خريف 2020.
وأضاف أن الاحتلال وتركيا لديهما “مصلحة مشتركة في الحفاظ على الأمن والاستقرار وضمان الازدهار في المنطقة”، مشيرا أن هذا الأمر “يتطلب جهدا مشتركا لمحاربة الإرهاب”.
وشكر غانتس أردوغان والوزير أكار والأجهزة الأمنية المعنية على التعاون الكبير في التصدي لما أسماه “التهديدات” ضد الإسرائيليين، في إشارة إلى اعتقال الأمن التركي في يونيو/ حزيران الماضي، 10 إيرانيين مشتبه بهم كانوا يخططون لمهاجمة الإسرائيليين في إسطنبول.
تعزيز العلاقات لأجل أمريكا
وذكرت مصادر عبرية أمنية لموقع /واينت/ العبري، أن القيادة التركية “تسعى إلى تعزيز علاقاتها مع الولايات المتحدة الأميركية عبر إسرائيل، كما أنها مهتمة بعقد صفقات للحصول على تقنيات تكنولوجية إسرائيلية تدخل في الصناعات العسكرية”.
وفي المقابل فإن “إسرائيل تسعى إلى الضغط على أنقرة، في محاولة لإقناعها بـطرد جناح حركة المقاومة الإسلامية “حماس” في الخارج، الذي يتخذ من الأراضي التركية مقرا له”.
وأشارت إلى أن غانتس أراد نقل رسالة إلى إيران عبر الأتراك مفادها أن “إسرائيل لن تقبل بعد الآن بتهريب الأسلحة إلى سورية”.
وقررت أنقرة و”تل أبيب”، في 17 من آب/أغسطس الماضي، استعادة العلاقات الدبلوماسية الكاملة بينهما، وإعادة تبادل سفرائهما.
وفي آذار/مارس الماضي، اتفق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ورئيس الاحتلال الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، على تشكيل هيئة مشتركة لحل الخلافات العالقة بين الجانبين ومنع تفجر خلافات جديدة.