رئيسيصامدون

حريق جباليا.. الموت والحصار يلاحقان الفلسطينيين

يواصل الحصار “الإسرائيلي” الجائر، آثاره وقتله للفلسطينيين، إذ لقي 21 فلسطينياً مصرعهم نتيجة حريق كبير اندلع، في بناية سكنية بمخيم جباليا للاجئين الفلسطينيين، شمال قطاع غزة.

وقالت المديرية العامة للدفاع المدني، إنه تم انتشال 21 جثة من داخل البناية السكنية التي اندلع فيها الحريق، مؤكدة أنه “تم نقل الجثامين إلى المستشفى الإندونيسي شمالي قطاع غزة”، وأن الحريق تم إخماده.

ويعتبر مخيم جباليا للاجئين الفلسطينيين الذي لا تزيد مساحته عن كيلو متر مربع فقط، من أكثر مناطق العالم اكتظاظا بالسكان، حيث يقطنه قرابة 150 الف نسمة.

المخيمات.. مآسٍ مستمرة

قال القيادي الفلسطيني جهاد طه، إن “المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان، عمّتها حالة من الحزن والألم إزاء الحريق”، مبينًا أن “عدداً من المساجد في المخيمات الفلسطينية أقامت صلاة الغائب على أرواح الشهداء، وشهدت حداداً عاماً، انطلاقاً من التأكيد على وحدة الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده”.

وشدد على أن “شعبنا الفلسطيني أثبت ويثبت في كل مرة، عظمته وشموخه أمام كل المصائب والتحديات التي واجهته”.

مأساة الحصار الظالم

في هذا السياق، قال القيادي الفلسطيني إسماعيل هنية، إنه على العالم أن يلتفت “إلى أن ما حدث من فواجع الأقدار، ويعيد تذكير العالم بالمأساة الإنسانية التي تعيشها غزة التي تقع تحت الحصار والنار، وحرمانها من الإمكانات التي تساعدها على التعامل والسيطرة على هكذا حرائق”.

وطالب هنية “العالم الحر برفع الصوت عاليا، واتخاذ كل ما يلزم في وجه الاحتلال المجرم الذي يحاصر غزة، بل وفي وجه كل من يتواطأ معه في هذا الحصار الآثم”.

الموت يلاحق الفلسطيني

لكن، وإلى جانب حوادث عديدة كان سببها عدم الالتزام بإجراءات السلامة، تكررت على مدار 15 عاما من الحصار الإسرائيلي الخانق المضروب على القطاع الساحلي الصغير منذ منتصف العام 2007، مآسٍ تسببت في موت وإصابة عشرات الغزّيين حرقا، كنتيجة مباشرة لتداعيات الحصار، ولجوء الكثير من العائلات لوسائل بديلة للتدفئة والإنارة كالشموع وخطوط الكهرباء غير الآمنة، للتغلب على أزمة انقطاعها المستمر.

ورغم تراجع حوادث الحرائق خلال العامين الماضيين مع انتشار مولدات الكهرباء التجارية في المدن والمخيمات، غير أن شرائح واسعة من الغزيين لا تزال تعتمد على وسائل بديلة غير آمنة، لعدم قدرتها المالية للاشتراك في هذه المولدات باهظة التكاليف.

وحتى 2020، رصدت مؤسسات حقوقية محلية وفاة 35 غزّيا من بينهم 28 طفلاً و6 نساء، وإصابة عشرات آخرين، كنتيجة مباشرة لأزمة انقطاع الكهرباء التي بدأت مع قصف إسرائيل محطة توليد الكهرباء الوحيدة في غزة عام 2006، والقيود التي تفرضها من حين لآخر على إمدادات الوقود لهذه المحطة بعد إعادة تأهيلها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى