“لا نثق بهذا الاحتلال المجرم، ولدينا تخوّف كبير على حياته”.. بهذه الهواجس تعيش عائلة الأسير الفلسطيني وليد دقة، بعد أن تلقت خبر إصابته بمرض السرطان، بينما كان يُنتظر أن ينهي محكوميته لولا إضافة الاحتلال عامين جديدين إليها.
كان وقع الخبر على العائلة كالصاعقة، وهي التي كانت تنتظر تحرر وليد (60 عامًا) من السجون الإسرائيلية القابع فيها للعام الـ37 على التوالي، ومنذ اعتقاله عام 1986. وكان وقتئذ شابًّا في منتصف العشرينيات وحكمه الاحتلال بالإعدام، قبل تخفيفه للمؤبد، بتهمة تشكيل خلية فدائية وخطف وقتل جندي إسرائيلي.
تاريخ معلّق في الأذهان
وعلى مدى سنوات طويلة، ظلّ تاريخ 23 مارس/آذار 2023 عالقًا في أذهان هذه العائلة التي تعيش في بلدة باقة الغربية بالداخل المحتل، وهو موعد وليد مع الحرية، غير أن محكمة عسكرية عاقبته قبل فترة بعامين إضافيين بتهمة “تهريب هواتف نقالة إلى داخل السجن”.
يقول شقيقه أسعد دقة “هذا احتلال قاتل، لكننا نثق بقدرة وليد على التحدي والصمود، وأنه سيتحرر من قيوده وسينتصر وسيواصل مشواره الذي بدأه منذ كان شابا”.
يُعرف وليد دقة كأحد أبرز الأسرى المفكرين والمثقفين، وصدرت له عدة مؤلفات أبرزها “يوميات المقاومة في جنين”، و”الزمن الموازي” الذي تحوّل إلى عمل مسرحي، و”صهر الوعي” ورواية “حكاية سرّ الزيت” لليافعين، التي حصدت جوائز محلية وعربية.
ظلام السجن وغول السرطان
كانت عائلة وليد تعدّ الساعات والأيام بانتظار اللحظة الموعودة بتحرره من السجن، غير أنها أصيبت بصدمة عنيفة، بعدما أكدت الفحوص الطبية إصابته بمرض سرطان الدم. ويقول شقيقه “كنت في زيارته بسجن عسقلان قبل نحو 3 أشهر، وكان يعاني وقتئذ من حالة هبوط وإعياء. وبعد انتظار، نقلته إدارة السجن إلى المستشفى الشهر الماضي، لتتأكد إصابته بالسرطان”.
ويضيف أسعد “ليس لدي ما يثبت تعمّد الاحتلال قتل وليد، لكن ما أؤمن به أن هذا الاحتلال مجرم وقاتل، ولا أستبعد تعمده إصابة الأسرى بالسرطانات والأمراض الخطيرة وقتلهم”.
ويظهر أسعد تخوفًا حقيقيًّا على حياة شقيقه، لكنه في المقابل يبدي تمسكًا بالأمل، وقال إن العائلة تقدمت بطلب للحصول على تقرير طبي بحالة وليد، وستتقدم بطلب للقضاء ولجنة الإفراج المبكر، “من أجل إطلاق سراحه والسماح لنا كعائلة بعلاجه”.