في تبادل معبّر للهدايا في الخرطوم بتاريخ 25 كانون الثاني/ يناير، قدّم وزير المخابرات الإسرائيلي إيلي كوهين لمضيفه وزير الدفاع السوداني ياسين إبراهيم ياسين، علبة بها زيت الزيتون والحمضيات من فلسطين مقابل تقلي نموذج مقلد من بندقية “إم-16” مقلّدة من صنع منظومة الصناعات الدفاعية السودانية. كانت دلالة ذلك جلية، فقد سلّمت تل أبيب رمزا يدل على هيمنة المستوطنين على الأراضي والموارد الفلسطينية، وعنى تقديم الخرطوم السلاح ترسيخ واقع الاحتلال الإسرائيلي.
أعرب كوهين عن انبهاره بمدى “حفاوة” الاستقبال في الخرطوم، وتلك المشاعر تُرجمت إلى مذكرة تفاهم للتعاون الأمني والاستخباراتي “للعمل معًا لوقف الإرهاب، وتبادل الاستراتيجيات والخبرات الدفاعية”.
ناقش كوهين مع رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، إمكانية انضمام إسرائيل إلى تحالف الدول المطلّة على البحر الأحمر – وهو تكتل أمني ودفاعي جديد أسسته السعودية السنة الماضية يضم السودان وجيبوتي والصومال وإريتريا ومصر واليمن والأردن، ويهدف رسميًا لتأمين ممر البحر الأحمر من القرصنة والتهريب والتهديدات الإقليمية، وهي مصطلحات تستخدمها السعودية كطريقة ملتفة للإشارة للمصالح الإيرانية.
مكافأة فورية
في وقت سابق من شهر كانون الثاني/ يناير، وقّعت الحكومة السودانية سرًا على “اتفاقات إبراهيم” للتطبيع مع “إسرائيل” مع التأكيد على أن القرار النهائي يبقى للبرلمان الانتقالي الذي لم يتم تشكيله حتى الآن. وقد تمثلت المكافأة الفورية في التزام الولايات المتحدة بتزويد السودان بقرض تجسيري (مؤقت) في إطار مساعدته على سداد ديونه المتأخرة للبنك الدولي والوصول إلى مليار دولار من التمويل السنوي.